كرة القدم النسوية في فلسطين

كرة القدم النسوية في فلسطين تتغلب على التحديات وتحقق الانجاز
لم تكن انطلاقة لاعبة كرة القدم الفلسطينية وقائد المنتخب النسوي هني ثلجية سهلة في عالم كرة القدم، حيث تعرضت لموجة من الانتقادات والمعارضة من الأهل والأصدقاء، وحتى الجيران والمعلمين، الذين قالوا لها أن "كرة القدم هي للرجال فقط".!
وتقول هني ثلجية:"لم يقنعني هذا الكلام...وكنت راغبة بأن أثبت حقي في ممارسة شيء أحبه وأحلم به منذ كنت صغيرة..لكنني كنت أنتظر الفرصة والأجواء المناسبة لأحقق الحلم."
شعرت هني ونظيراتها من الفتيات اللواتي يحببن هذا اللون من الرياضة بالاهتمام والتشجيع في شهر آذار 2008، عندما قام مكتب الإعلام التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتمويل برنامج تدريبي في مجال كرة القدم للنساء الفلسطينيات في محافظة بيت لحم في الضفة الغربية.
وتولى التدريب في البرنامج اللاعب السابق والمعروف على المستوى المحلي رفعت ترك، والذي قدم نصائحه وخبرته للفتيات اللواتي شاركن من ثلاثة تجمعات سكانية. وتم اختيار هني كمساعدة للمدرب، نظراً للموهبة الكبيرة والشخصية القيادية المتميزة التي تمتلكها. وترى هني أن تلك التجربة شجعتها كثيراً كلاعبة كرة قدم وتقول:"لقد شعرت بالدعم المعنوي ونجحت في إقناع المحيطين بأنه من حقنا كفتيات لعب كرة القدم مثل الرجال."
على مدى السنتين الماضيتين، تولت هني قيادة المنتخب النسوي الفلسطيني لكرة القدم ومثلت فلسطين في كثير من الدول منها الأردن، مصر، ماليزيا، فرنسا، ألمانيا، سوريا ولبنان. وتقول هني:"يفاجئ الجمهور عندما يرى منتخب فلسطين النسوي لكرة القدم لأنه يعكس صورة جديدة عن فلسطين لم يعتادوا عليها."
وتضيف: "هذا النجاح لم يتأتى بسهولة لأننا واجهنا العديد من التحديات وما زلنا نواجه، وعلى سبيل المثال فان ملاعبنا تفتقر للمراحيض وغرف الغيار الخاصة بالنساء وتشعر عائلاتنا بالقلق علينا في كل مشاركة ويعتقدون أنه لا يوجد لنا مستقبل في كرة القدم." وعلى الرغم من تلك التحديات، فان لعبة كرة القدم بدأت تستقطب عدد كبير من الفتيات، ووصل عدد فرق كرة القدم النسوية إلى 15 فريق من مختلف المحافظات في الضفة الغربية، تشمل قرى نائية. وتشارك فتيات تتراوح أعمارهن بين 8-14 سنة يلتزمن في برامج تدريبية أسبوعية ويشاركن في الدوريات التي ينظمها اتحاد كرة القدم. وتدرك هني أن تجربتهن بدأت بإحداث تأثير في الكثير من الأندية والتي بدأت تسعى لتشكيل فرق كرة قدم نسوية. وتشعر بالرضى عندما تشاهد الفتيات وهن يحققن أحلامهن ويعبرن عن حبهن للعبة كرة القدم وتقول:"هذا هو التغيير رغم العوائق والصعوبات، نحن نسير بنجاح ويبدي الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم اهتماما كبيرا بتقديم الدعم لنا" وتؤمن هني بأنها وباقي اللاعبات ينقلن رسالة الحب والسلام والحضارة للعالم عن فلسطين وتضيف قائلة:"نحن سفيرات النوايا الحسنة لفلسطين الجديدة...نسعى لتغيير الواقع وكسر حاجز التهميش لأن كرة القدم عبارة عن لغة دولية يفهمها الجميع ولا يوجد فيها مكان للخلافات بين الشعوب."."